عبد الرحمن القرني ـ عسير
أكد وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبد الكريم الحنيني أن الإمارة بصدد تشكيل لجنة عليا من الصحة والشؤون الاجتماعية ومحافظة محايل عسير، إضافة مجموعة من الأطباء، لبحث حالة المواطنة زرعة بنت محمد علي عسيري (75 عاما) الشهيرة بـ «ذات السلاسل» وحل مشكلتها. من جهته، أشار مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة عسير سعيد بن موسى الشهراني عسيري إلى أن إدارته ستوفد باحثين متخصصين لمعاينة «زرعة» وبحث إمكانية إيوائها في مراكز عسير أو أي موقع يتولى رعايتها. وأضاف: أما إذا تبين أنها مريضة نفسيا فستتولى الصحة النفسية علاجها. لافتا إلى أن تأخر بعض الأسر عن علاج ذويها من المسنين المصابين بالأمراض النفسية يؤدي أحيانا إلى بلوغهم مراحل يصعب معها العلاج فيهيمون خارج حدود المكان.
«زرعة» ـ حسب مجايليها من المسنين ـ كانت شمعة تشعل خيال الشعراء، لكن مرضا نفسيا غامضا لم يطفئ شعلتها فحسب بل جعلها ترسف في أغلال حديدية منذ ثلاثين عاما وراء جبال صلدة وأودية سحيقة وقرى منعزلة، حتى لا تهيم في الوهاد وتتسلق الجبال فيضيع أثرها، خصوصا بعد أن أصبحت شديدة العداء للمتطفلين الذين يحاولون الاقتراب منها، حيث تمطرهم بوابل من الحجارة. ولهذا آثر ابنها ـ كما يقول ـ أن يكبلها بسلاسل حديدية مع كتلة ارتكازية من الحديد ثقيلة الوزن؛ حتى يصعب عليها مغادرة المكان.
«عكاظ» زارت أسرة زرعة في قرية منعزلة (120 كلم غرب منطقة عسير)، سلكنا خلالها طرقا ترابية وجبلية طولها 50 كيلو مترا. يقول ابنها محمد علي حسن عسيري ـ وقد لاحظ دهشتنا من رؤية والدته مكبلة بالسلاسل الحديدية السميكة: الأمر ليس عقوقا كما يتبادر إلى أذهان البعض، كما أنه بالطبع ليس برا، وإنما ليس في الإمكان أبدع مما كان. وتابع القول: لدي عشرة أطفال وأتقاضى من الضمان الاجتماعي 2800 ريال، وسبق أن راجعت عددا من الجمعيات الخيرية طلبا للمساعدة في الحصول على سكن في قرية الحريضة يكون مأوى لأسرتي ووالدتي، ولكن لم يحظ طلبي بالقبول. علما بأنني راجعت المصحات النفسية في أبو عريش وأبها والطائف بحثا عن علاج لوالدتي ولكن دون جدوى؛ فهي ترفض بشدة تناول الأدوية. ومن الأطباء من أبلغني بأنه لا ينفع مع حالتها علاج، ولم أيأس وكنت أرغب في تنويمها في أي مستشفى، ولكن أخرجوها ورفضوا أن تبقى في مستشفى الصحة النفسية نظراً لشراستها وتخوفهم من إيذائها للمرضى، رغم أنني شكوت لأطباء النفسية هروبها للجبال، وإشعالها للنيران في الأودية، ولم يستجب أحد لتوسلاتي، وأخيرا لم أجد مفرا من تقييدها بهذه السلاسل القوية ومراقبتها حتى لا تؤذي أحداً أو تهرب، حيث سبق أن قطعت سلسلة حديدية وفرت نحو الجبال.
مشيرا إلى أنها أصبحت متوحشة، وأنه يخشى على أطفاله، متسائلا: ماذا أفعل كي أحافظ على والدتي، وأنا أحياناً أذهب بغنمي لرعيها ثم أعود لأقدم لها الطعام والماء، فهي كما تلاحظ [center][right]
أكد وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبد الكريم الحنيني أن الإمارة بصدد تشكيل لجنة عليا من الصحة والشؤون الاجتماعية ومحافظة محايل عسير، إضافة مجموعة من الأطباء، لبحث حالة المواطنة زرعة بنت محمد علي عسيري (75 عاما) الشهيرة بـ «ذات السلاسل» وحل مشكلتها. من جهته، أشار مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة عسير سعيد بن موسى الشهراني عسيري إلى أن إدارته ستوفد باحثين متخصصين لمعاينة «زرعة» وبحث إمكانية إيوائها في مراكز عسير أو أي موقع يتولى رعايتها. وأضاف: أما إذا تبين أنها مريضة نفسيا فستتولى الصحة النفسية علاجها. لافتا إلى أن تأخر بعض الأسر عن علاج ذويها من المسنين المصابين بالأمراض النفسية يؤدي أحيانا إلى بلوغهم مراحل يصعب معها العلاج فيهيمون خارج حدود المكان.
«زرعة» ـ حسب مجايليها من المسنين ـ كانت شمعة تشعل خيال الشعراء، لكن مرضا نفسيا غامضا لم يطفئ شعلتها فحسب بل جعلها ترسف في أغلال حديدية منذ ثلاثين عاما وراء جبال صلدة وأودية سحيقة وقرى منعزلة، حتى لا تهيم في الوهاد وتتسلق الجبال فيضيع أثرها، خصوصا بعد أن أصبحت شديدة العداء للمتطفلين الذين يحاولون الاقتراب منها، حيث تمطرهم بوابل من الحجارة. ولهذا آثر ابنها ـ كما يقول ـ أن يكبلها بسلاسل حديدية مع كتلة ارتكازية من الحديد ثقيلة الوزن؛ حتى يصعب عليها مغادرة المكان.
«عكاظ» زارت أسرة زرعة في قرية منعزلة (120 كلم غرب منطقة عسير)، سلكنا خلالها طرقا ترابية وجبلية طولها 50 كيلو مترا. يقول ابنها محمد علي حسن عسيري ـ وقد لاحظ دهشتنا من رؤية والدته مكبلة بالسلاسل الحديدية السميكة: الأمر ليس عقوقا كما يتبادر إلى أذهان البعض، كما أنه بالطبع ليس برا، وإنما ليس في الإمكان أبدع مما كان. وتابع القول: لدي عشرة أطفال وأتقاضى من الضمان الاجتماعي 2800 ريال، وسبق أن راجعت عددا من الجمعيات الخيرية طلبا للمساعدة في الحصول على سكن في قرية الحريضة يكون مأوى لأسرتي ووالدتي، ولكن لم يحظ طلبي بالقبول. علما بأنني راجعت المصحات النفسية في أبو عريش وأبها والطائف بحثا عن علاج لوالدتي ولكن دون جدوى؛ فهي ترفض بشدة تناول الأدوية. ومن الأطباء من أبلغني بأنه لا ينفع مع حالتها علاج، ولم أيأس وكنت أرغب في تنويمها في أي مستشفى، ولكن أخرجوها ورفضوا أن تبقى في مستشفى الصحة النفسية نظراً لشراستها وتخوفهم من إيذائها للمرضى، رغم أنني شكوت لأطباء النفسية هروبها للجبال، وإشعالها للنيران في الأودية، ولم يستجب أحد لتوسلاتي، وأخيرا لم أجد مفرا من تقييدها بهذه السلاسل القوية ومراقبتها حتى لا تؤذي أحداً أو تهرب، حيث سبق أن قطعت سلسلة حديدية وفرت نحو الجبال.
مشيرا إلى أنها أصبحت متوحشة، وأنه يخشى على أطفاله، متسائلا: ماذا أفعل كي أحافظ على والدتي، وأنا أحياناً أذهب بغنمي لرعيها ثم أعود لأقدم لها الطعام والماء، فهي كما تلاحظ [center][right]